الأربعاء، 20 يوليو 2011

مفاهيم النمو

مفاهيم أساسية
  النمو : يعني النمو تغيرات كمية في حجم الطفل وبنائه، وتغيرات كيفية تتمثل في سلسلة منظمة مترابطة من التغيرات المتلاحقة باتجاه النماء (إلى الأمام). والنمو ليس مجرد إضافة
طول إلى طول أو قدرة إلى قدرة ولكنه عملية معقدة تعمل على تكييف بناء الجسم ليتمكن من تأدية أدوار وظيفية معينة . أي أن هناك تكاملاً بين بنية الجسم ووظائفه وكل تغير يعتمد على التغيرات التي سبقته ، وهو بدوره سيؤثر على التغير الذي سيليه.
النضج : يعني أن تصل أعضاء الجسم وأجهزته بما فيها الدماغ لمستوى من النمو والتطور يساوى أو يزيد عن  مستوى نضج  الأفراد في المرحلة العمرية المحددة. وبهذا المستوى من النضج يتمكن الأفراد من أداء المهمات المتنوعة التي تناسب الأفراد مرحلتهم العمرية
الاستعداد:  يرتبط هذا المفهوم بمفهوم النضج فإذا وصل الإنسان للنضج أصبحت أجهزة الجسم وأعضائه قادرة على القيام بالمهمات المنوطة بها في هذه المرحلة العمرية، وتتولد في الفرد الدوافع ويصبح لديه طموح ، وهنا يقبل الفرد على التعلم بنفسية ناضجة تملك الإرادة للتعلم وإثبات الذات ، فالرغبة في إثبات الذات والرضا عن النفس ، والرغبة في تحقيق الطموح تخلق في الفرد استعداداً للتعلم وللتضحية في سبيل الوصول للأهداف
المبادئ العامة أو الخصائص العامة للنمو
1.    اتجاه التطور: التطور في المناطق العلوية من الجسم  يسبق التطور في المناطق السفلية فنمو مناطق الأذرع قبل نمو السيقان والطفل يستجيب لشكة الدبوس  في وجهه ولكنه لا يستجيب لها في قدميه ، ويستخدم أذرعه للمشي قبل قدميه. ويتطلب ذلك من المدرسة عدم تكليف الطفل بمهمات تعلمية تتطلب منه استخدام قدميه وساقية ، بل يفترض تقديم ألعاب له تتيح له فرصة استخدام يديه والأجزاء الناضجة من جسمه.
2.   يتم النمو من العام غير المتميز إلى الخاص المتميز : أي يبدأ السلوك كلياً ثم تظهر التفصيلات بعد ذلك ، فالطفل يمسك الأشياء بيده كلها لكنه عندما يكبر يتمايز سلوك المسك عنده فهو قد يمسك بإصبعين أو ثلاثة. وهنا يفترض في المدرسة تدريس الطفل بالطريقة الجشطاتية ، أي تقديم الكل له ثم إتاحة الفرصة أمامه ليعرف تفاصيل وأجزاء هذا الكل.فإذا قدّم المعلم للطفل وسيلة تعليمية لجسم الإنسان فمن الأفضل أن يسأله أولاً عن الوسيلة كلها ( ما اسم هذه الوسيلة ؟، ماذا تمثل هذه الوسيلة ؟). بعد ذلك يسأله عن الأشياء الظاهرة الكبيرة ( أين الجهاز الهضمي؟)، ثم يسأله سؤالاً يتطلب الملاحظة الدقيقة( أين المعدة؟ ، أين البنكرياس؟).
3.   مبدأ الفروق الفردية :كل فرد ينمو وفقاً لمعايير  ودرجة خاصة به سواء أكان ذلك في الذكاء أو السلوك الحركي أو السلوك الانفعالي، والصفات المختلفة تسير في نموها بسرعات  مختلفة من طفل لآخر ، وكذلك ينمو الجسم بسرعات مختلفة بين الأطفال. ويتطلب ذلك من المعلم تنويع المهمات التي يكلف بها الطلاب لتتناسب والفروق الفردية التي بينهم، سواء أكانت هذه المهمات حركية أو عقلية ، أو انفعالية.فالطلاب الأذكياء يحتاجون لأسئلة ونشاطات ذات مستوى عالٍ ، أمّا الطلاب الأقل ذكاءً فيحتاجون لأسئلة أقل صعوبة ، ولمهمات أقل تعقيداً.
4.   مبدأ التعقد والتداخل : جوانب النمو سواء أكانت اجتماعية أم انفعالية أم عقلية ، أم جسمية مترابطة ومتداخلة مع بعضها ولا يمكننا عزل جانب عن آخر ، فالنمو الاجتماعي مرتبط بالنمو الانفعالي والنمو الجسم مرتبط بالنمو الانفعالي والحركي ، النمو العقلي يؤثر ويتأثر بجوانب النمو الأخرى. ويتطلب ذلك أن لا يركز المعلم على تنمية جانب أو مظهر واحد من مظاهر النمو وعليه استهداف جوانب النمو كافة حتى ينمو الفرد بتوازن وتكامل.
5.   الاستمرار والتفاعل: يعني أنَّ عملية النمو مستمرة في المراحل المتنوعة للعمر وإن اختلفت سرعة النمو من مرحلة لأخرى ومن فربد إلى آخر. وعملية النمو تتابعية؛ بمعنى أنها مراحل تتلو مراحل تتأثر الواحدة بما سبقها وتؤثر فيمن يأتي بعدها. وهذا هو المقصود بالاستمرار والتفاعل فكل خطوة تتفاعل مع من سبقها ومن يتلوها.ويتطلب ذلك من المعلم عدم التوقف عن تقديم النشاطات والفرص التعلمية التي تنمي الطفل في كافة المجالات فالنمو لا يتوقف ، ولكن يختلف معدّل سرعته من مرحلة لأخرى .
6.   النمو عملية تراكمية أي تضيف المرحلة اللاحقة نماءً إلى المراحل التي سبقتها، والنمو الكلي هو محصلة النمو في مختلف المراحل.
7.   النمو عملية كلية تكاملية، بمعنى أنه لا تنمو جوانب من جوانب النمو في الإنسان ، ويبقى جانب أو أكثر بدون نمو. والنمو ليس مجرد إضافات ولكنه إضافات يكمل بعضها بعضاً. ويتطلب ذلك أن يستمر في تقديم فرص التعلم والنشاطات التي تنمي الطفل في كافة المناحي ليكمل بعضها بعضاً ، ولينمو الفرد بشكل متكامل.
8.   اختلاف سرعة النمو من مرحلة لأخرى: النمو في فترة الحضانة، بينما في المدرسة الابتدائية فهو بطيء مقارنة بمرحلة الحضانة، أمّا النمو العقلي فيستمر سريعاً ومطرداً حتى بداية مرحلة المراهقة، ويبدأ بالتباطؤ حتى يتوقف في سن العشرين تقريباً. ويتطلب ذلك من واضعي المنهج ومؤلفي الكتب انتقاء الخبرات التعلمية والنشاطات التي تناسب طلاب مرحلة معينة، وبالتأكيد فإن هذه النشاطات والفرص التعلمية لا تناسب طلاب المرحلة الأدنى ولا طلاب المرحلة الأعلى.
9.   اختلاف السرعة في مظاهر النمو: لا تسير جوانب النمو المختلفة بالسرعة نفسها؛فمعدل سرعة النمو الجسمي تختلف عن معدل سرعة النمو العقلي، وكذلك الحال بالنسبة للنمو الانفعالي والاجتماعي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق